الخميس 15 مايو 2025 | 07:07 م

وداعاً خوسيه موخيكا... رحيل رئيس الفقراء الذي انتصر في معاركه وخسرها أمام السرطان

شارك الان

رحل الرئيس الأسبق للأوروغواي، خوسيه موخيكا، الذي عُرف بلقب "أفقر رئيس في العالم"، عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

وكان قد تلقى مطلع هذا العام نبأ عدم تجاوبه مع العلاج الأخير، ليقول للطبيب حينها بهدوئه المعتاد: "حان وقت الرحيل... أرمي سلاحي راضياً".

موخيكا، الذي وُصف بـ"الثوري الهادئ"، فارق الحياة داخل منزله الريفي المتواضع على أطراف العاصمة مونتيفيديو، حيث عاش سنواته الأخيرة وسط مزروعاته وحيواناته، بعيداً عن مظاهر السلطة والبذخ، متشبثاً بأسلوب حياة بسيط حتى بعد مغادرته الحكم.

نضال بدأ بالرصاص وانتهى بالحب

لم تكن حياة موخيكا سهلة، فقد أصيب بست رصاصات في شبابه خلال نضاله المسلح مع حركة "توبامارو"، واعتُقل مرات عدة، قضى خلالها عقداً من الزمن في زنزانة ضيقة، وخرج منها أكثر صلابة وحكمة. روى لاحقاً أنه كان يطعم الجرذان ويؤنس الضفادع في السجن ليحافظ على اتزانه العقلي.

دخل البرلمان عام 1994، ثم مجلس الشيوخ عام 1999، إلى أن انتُخب رئيساً للأوروغواي عام 2010، وفاجأ العالم برفضه الموكب الرسمي وقصر الرئاسة، مفضلاً البقاء في منزله الريفي مع زوجته المناضلة لوسيّا توبولانسكي، وكلبته "مانويلا"، وجراره الزراعي وسيارته الفولكسفاغن القديمة.

ورغم تعرضه لانتقادات بسبب رفضه ملاحقة رموز الحكم العسكري حين تولّى السلطة، إلا أنه كان يردد دائماً: "ثمة جراح لا تندمل... يجب أن نواصل السير إلى الأمام".

رئيس استثنائي... في سلوكه وأفكاره

وتميّز موخيكا بتوجهاته الفلسفية والإنسانية، وكان يرى أن "الفقر الحقيقي هو أن تحتاج الكثير"، وأن النجاح لا يُقاس بامتلاك الأشياء بل بالقدرة على العيش بأقل قدر ممكن من الأعباء.

وقال ذات مرة للملك الإسباني السابق خوان كارلوس: "أنا فقير؟ لا... الفقراء هم من لا يكفيهم شيء".

وفي وداعه، تجمّع المواطنون أمام بيته حاملين الورود والدموع، بينما جاء الرئيس الحالي ياماندو أورسي لتقديم العزاء. وقد أوصى بأن يُدفن تحت شجرة باسقة في حديقة منزله، بجوار كلبته الراحلة.

عرف موخيكا بعلاقاته المتميزة مع قادة عالميين مثل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وكان يعتز بعلاقته بزوجته التي سلّمته وشاح الرئاسة يوم تنصيبه، واصفاً حبّهما بأنه "عادة لذيذة" في شيخوخته.

وبينما غاب جسد موخيكا، ظلّت سيرته تلهم الملايين حول العالم، وتثير سؤالاً عفويّاً لدى محبّيه: "لماذا أحببناه؟ ولماذا صدّقناه؟"... لعل الجواب يكمن في صدقه وندرة أمثاله في عالم السياسة.


استطلاع راى

هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4630 جنيهًا
سعر الدولار 51.16 جنيهًا
سعر الريال 13.74 جنيهًا